top of page
Search

المرأة النصف المهمش بين العدالة والمساواة

  • Writer: Ghayath Daham غياث دحام
    Ghayath Daham غياث دحام
  • Mar 20, 2020
  • 2 min read

اسعد الله اوقاتكم احبتي, موضوع اليوم من اهم المواضيع التي يجب ان نسلط الضوء عليها, الا وهي المرأة, حسب اعلان وزارة التخطيط لعام 2016 ان عدد سكان العراق 36 مليون نسمة تشكل نسبة الاناث منها 49.5% اي ما يعادل فعليا نصف عدد سكان العراق وهو ما يقارب 18 مليون نسمة, عادة ما يتحدث المثقفون حول المساواة بين الرجل والمرأة ولكن لم اسمع يوما من يتحدث عن العدالة بين الطرفين, في الواقع لاحظت الكثير من المظلومية للأنثى في عالم الاعمال في بلدنا, واذكر منها عدم تطبيق قانون العمل بشكل دقيق حيث ينص قانون العمل على ان في حال وجود 5 موظفات لديهن اطفال في اي شركة يجب توفير حضانة للأطفال في تلك المؤسسة او الشركة وهذا الشيء غير متوفر قطعاً, تليها مسألة الراتب عادة يتم النظر الى الانثى في العمل على انها مصدر ثانوي للدخل اي بما معناه ان راتبها الذي تتقاضاه هو مساعدة لراتب الزوج في حال كانت متزوجة او مساعد لولي الامر, لذلك تبخس رواتب الاناث من هذا المنطلق وهو بعيد كل البعد عن العدالة, هذه النقطة تقودنا الى عدم تقدير التزام المرأة في العمل حيث من خلال خبرتي التي تزيد عن 15 عاما في الشركات الخاصة ان المرأة تتسم بالالتزام بشكل كبير, احيانا يفوق التزام الرجل بأشواط, والتزامها يكون على عدة محاور كذلك, بدءا من الحضور والمغادرة مروراً بإدارة الوقت والالتزام بقوانين العمل وتطبيق التعليمات بشكل دقيق وصولا الى الدقة في التنفيذ والاستجابة السريعة والاهتمام بالنتائج بشكل حساس للغاية, اما عند تمكن المرأة من الوصول الى مناصب ادارية لا يسعنا الحديث عن مدى تنمر الموظفين لكون مرؤوسهم انثى ولا تحسب تلك الجهود التي بذلتها من اجل الوصول لهذا المستوى والخبرة التي تمتلكها, جميع ما ذكر لا يؤخذ بنظر الاعتبار عند التعيين حيث لغاية يومنا هذا لا يتم تفضيل الانثى على الذكر في الشركات الا لبعض الاسباب الخاصة التي لا اود التطرق لها, وعادة ما يذكر في تقييم المتقدمين الى العمل ان الانثى من الممكن ان تترك العمل لأسباب كثيرة منها الزواج او الانجاب وكأنها تنجب من ذاتها وليس لها زوج وله وظيفة, وعند الحديث عن ترك العمل للمرأة بسبب اطفالها لا يتطرق احد الى عدم توفير مركز حضانة للأطفال في المؤسسة, وبالنتيجة تنتهي المرأة في اغلب الحالات ربة بيت وام لأطفالها بسبب عدم انصافها من قبل المجتمع وعدم انصافها حتى من قبل زوجها, جميع ما ذكر يقود المرأة الى تكوين شخصية جديدة, شخصية سلبية تتخذ الهجوم افضل وسيلة للدفاع, وفي نهاية المطاف نتهم النساء بتسبب المشاكل في المنزل وخلق الإزعاج, ولم نحاسب انفسنا لأننا السبب في هذه الشخصية المظلومة, نعم يا سادتي انا اتحدث عن مظلومية نصف المجتمع التي لم تحصل على العدالة بذريعة المساواة.

ختاما اتمنى ان لا اكون قد اطلت عليكم تقبلوا فائق الود والتقدير.


غياث دحام


من الارشيف

نشرت بتاريخ: 03/09/2017 الساعة 04:30 PM



ree

الصورة من ارشيف معسكر تدريب تسويق بالعراقي

 
 
 

Comments


bottom of page